السلآم عليكم ورحمة الله وبركــآته ..
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
يقول
(كل أمتي معافى إلا المجاهرين, وان من المجاهرة إن يعمل الرجل بالليل عملا, ثم يصبح وقد ستره الله عليه
فيقول:يا فلان عملت البارحة كذا وكذا, وقد بات يستره ربه, ويصبح يكشف ستر الله عنه))متفق عليه.
((كل أمتي معافى إلا المجاهرين)) يعني بكل الأمة أمه الإجابة الذين استجابوا للرسول عليه الصلاة والسلام
(معافى):يعني قد عافاهم الله عزوجل,
إلا المجاهرين: والمجاهرون هم الذين يجاهرون بمعصية الله عزوجل وهم:_
إن يعمل المعصية وهو مجاهر بها فيعملها أمام الناس وهم ينظرون إليه.
هذا لاشك انه غير معافى وهو من المجاهرين
لأنه جر على نفسه الويل وجره على غيره ايضا.
إما جره على نفسه فلأنه ظلم نفسه حيث عصى الله ورسوله وكل إنسان يعصي الله ورسوله فانه ظالم لنفسه قال الله تعالى
{ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }البقرة 57
والنفس أمانه يجب إن ترعاها حق رعايتها.
و إما جره على غيره فلأن الناس إذا رأوه قد عمل المعصية
هانت في نفوسهم وفعلوا مثله وصار والعياذ بالله من الأئمة الذين يدعون إلى النار
كما قال الله تعالى عن آل فرعون
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ }القصص41
؛؛
ومن المجاهرة إن يعمل الإنسان العمل السيئ في الليل فيستره الله عليه,
يعمل العمل في بيته فيستره الله عليه و لا يطلع عليه احد,
ولو تاب فيما بينه وبين ربه لكان خيراً له,
ولكنه إذا قام في الصباح واختلط بالناس قال:عملت البارحة كذا وعلمت كذا,
وعلمت كذا فهذا ليس معافى,
هذا والعياذ بالله قد ستر الله عليه فأصبح يفضح نفسه.
وهذا الذي يفعله بعض الناس أيضاً يكون له أسباب:
السبب الأول: أن يكون الإنسان غافلاً سليماً لا يهتم بشيء فتجده يعمل السيئة ثم يتحدث بها عن طيب قلب لا عن خبث قصد.
والسبب الثاني: أن يتحدث بها تبجحاً بالمعاصي واستهتاراً بعظمه الخالق فهؤلاء والعياذ بالله شر الأقسام.
والحاصل انه ينبغي للإنسان إن يتستر بستر الله عزوجل وان يحمد الله على العافية وان يتوب فيما بينه وبين ربه من المعاصي التي قام بها .
و إذا تاب إلى الله و أناب إلى الله ستره الله في الدنيا و الآخرة .
والله اعلم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلً الله عليه وسلم .
المراجع:
1ـ رياض الصالحين
2ـ نزهة المتقين
3ـ دليل الفالحين
4ـ شرح ابن عثيمين لرياض الصالحين