| المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب | | اللقب | نائب المدير | الرتبة | |
الصورة الرمزية | |
البيانات | الجنس : | | عدد المساهمات : | 972 | النقاط : | 11046 | السٌّمعَة : | 9 | تاريخ التسجيل : | 13/12/2011 | العمر : | 32 |
الإتصالات | الحالة | | وسائل الإتصال | |
| موضوع: أي الدارين تريد .. !
بسم الله الرحمن الرحيم أي الدارين تريد .. ! دار غرسها الله بيده، وجعلها مقرًّا لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه.. ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير، وأودعها جميع الخير بحذافيره، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص. دار فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، أبوابها ثمانية ، وما بين مصراعين من مصاريعها كما بين مكة وهجر، بناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضة، بلاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، فيها غرف يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، للمؤمنين فيها خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلاً، ، فيها أنهار من ماء غير آسن أي لم يتغير ولا يتغير أبدا وأنهار من لبن لم يتغير طعمه بحموضة ولا فساد وأنهار من خمر لذة للشاربين لا يصدع الرءوس ولا يزيل العقول وأنهار من عسل ، و { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ } إذا رأيتهم حسبتهم في جمالهم وانتشارهم في خدمة أسيادهم لؤلؤاً منثوراً يطوفون عليهم بكأس من معين بيضاء ، { آنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا }،فيهاما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ويدعون المؤمنين فيها بكل فاكهة آمنين من الموت ، آمنين من الهرم ، آمنين من المرض ، آمنين من كل خوف ومن كل نقص في نعيمهم أو زوال ، وهم فيها خالدون لا يبغون عنها حولا ولا هم عنها مخرجون
{ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } ، ويناديهم مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً . وفوق ذلك كله أن الله أحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبدا وما أعلى من ذلك جميعا ما يحصل لهم من النعيم برؤية ربهم البر الرحيم فإنهم يرونه عياناً بأبصارهم كما قال تعالى: { وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر » . ◄►
أما الأخرى فإنها دار البوار والبؤس ودار الشقاء والعذاب الشديد، دار من لا يؤمن بالله واليوم الآخر ساكنوها شرار خلق الله من الشياطين وأتباعهم ، مكانها في أسفل السافلين وأبعد ما يكون عن رب العالمين، طعام أهلها الزقوم وهو شجر خبيث مر المطعم كريه المنظر { لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ } . وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا الله حق تقاته فلو أن قطرة من الزقوم قطرت في بحار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم» رواه النسائي والترمذي وقال: حسن صحيح. هذا طعامهم إذا جاعوا فإذا أكلوا منها التهبت أكبادهم عطشاً {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ}وهو الرصاص المذاب يشوي وجوههم حتى تتساقط لحومها فإذا شربوه على كره وضرورة قطع أمعاءهم ومزق جلودهم ، أما لباسهم فلباس الشر والعار: { قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ } فلا يقيهم هذا اللباس حرّ جهنم وإنما يزيدها اشتعالا وحرارة ولا يستطيعون أن يقوا به وهج النار وحرها عن وجوهم ، حرها شديد قد ضوعفت على نار الدنيا كلها بتسع وستين جزءاً يصلاها المجرمون فتنضج جلودهم قال الله تعالى: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا }.عذابهم فيها دائم لا يفتر عنهم ، يتكرر عليهم فلا يستريحون، ويسألون الخلاص منه ولو ساعة فلا يجابون، يقولون { لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ } فتقول الملائكة لهم {قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ } فلن يستجاب لهم لأنهم لم يستجيبوا للرسل حينما دعوهم إلى الله تعالى فكان الجزاء من جنس العمل {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} فيقول الله لهم على وجه الإهانة والإذلال: { اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ } فحينئذ ييأسون من كل خير ويعلمون أنهم فيها خالدون فيزدادون بؤساً إلى بؤسهم وحسرة إلى حسرتهم. {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا * يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا}. أما قعرها بعيد وأخذها شديد قال أبو هريرة رضي الله عنه: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعنا وجبة أي صوت شيء وقع فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أتدرون ما هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا حجر أرسله الله في جهنم منذ سبعين خريفاً -أي سنة- فالآن حين انتهى إلى قعرها» رواه مسلم إذا رأت أهلها {مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا } { إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ * تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} أي تكاد تتقطع من شدة الغيظ والغضب على أهلها فهي دار حانقة غاضبة على أهلها وهم في جوفها.
◄► والآن أي الدارين تريد ؟ إن أردت الجنة فامتثل لأوامر الله واجتنب نواهيه، والزم قراءة القرآن الكريم وتدبره والعمل به، والجأ إلى العمل بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، لتفوز بالسعادة الأبدية. وإن أردت أن تسلم من شقاء النار الأبدي، وعذابها الشديد السرمدي فاجتنب الأعمال الموصلة إليها واخشى الله واتقيه وتعوذ به منها وتب إلى ربك ما دمت في زمن الإمكان، واستعد للقدوم على ربك بصالح الأعمال . وأخيرا انظر لكل أعمالك واقوالك .. صغارها وكبارها .. تفكر بها .. هل ستزيدك خطوة بقرب الجنة أم بقرب النار ؟!
فإن كانت للأولى فأكثر منها لعل الله يتقبل منك ويرحمك برحمته .. وإن كانت للأخيرة فاتركها رغبة لله ورهبة منه .. وتذكر «من ترك شيئا لله ، عوضه الله خيرا منه» صححه الألباني. اللهم إن نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل اللهم تب علينا واغفر لنا وارحمنا إنك أنت التواب الغفور الرحيم . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم مصدر وصف الجنة والنار كتاب: من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار للشيخ عبدالله بن جارالله الجارالله -رحمه الله- .
|
| |