| المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب | | اللقب | نائب المدير | الرتبة | |
الصورة الرمزية | |
البيانات | الجنس : | | عدد المساهمات : | 972 | النقاط : | 11048 | السٌّمعَة : | 9 | تاريخ التسجيل : | 13/12/2011 | العمر : | 32 |
الإتصالات | الحالة | | وسائل الإتصال | |
| موضوع: لماذا خصَّ الله تعالى القلب بالإثم في قوله (فإنه آثم قلبه) ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم - وفقكم الله وأعلى مقامكم - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول تعالى {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ }
فلماذا خصّ اللهُ تبارك وتعالى القلبَ بالإثم ، ولماذا ذِكَر القلبُ هُنا ؟ وفقكم الله ورزقكم مِن الطيبات ما تطيب به نفسك ورزقكم الله رِضاه ورضي عنكم وأتمّ عليكم نِعمه ظاهرةً وباطِنة .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لأن القلب هو مَحَلّ الكِتمان .
قال ابن عطية في تفسيره : وخَصّ الله تعالى ذِكْر القَلب إذ الكَتْم من أفعاله ، وإذ هو المضغة التي بِصلاحها يَصلح الجسد كما قال عليه السلام .
وقال القرطبي في تفسيره : قوله تعالى : (وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) خُصَّ القَلْب بِالذِّكْر إذ الكَتم من أفعاله ، وإذ هو المضغة التي بِصلاحها يَصلح الجسد كله ، كما قال عليه السلام ، فَعَبَّر بالبعض عن الجملة . وقال الكِيَا : لَمَّا عَزَم على ألاَّ يُؤدّيها وتَرْك أداءها باللسان رَجَع المأثم إلى الوجهين جميعا ... وهو من بديع البيان ولطيف الإعراب عن المعاني . يُقال : إثم القلب سَبب مَسْخِه ، والله تعالى إذا مَسَخ قَلْبًا جَعَله مُنَافِقا وطَبع عَليه ، نعوذ بالله منه .
وقال أبو حيان في تفسيره : كَتْم الشهادة هو إخفاؤها بالامتناع من أدائها ، والكَتْم من معاصي القلب ، لأن الشهادة عِلْم قام بِالقَلب ، فلذلك علق الإثم به. وهو من التعبير بالبعض عن الكل : " ألا إن في الجسد مضغة إذا صَلَحت صَلح الجسد كله ، وإذا فَسَدت فَسَد الجسد كله ، ألا وهي القلب " . وإسناد الفعل إلى الجارحة التي يُعْمَل بها أبلغ وآكَد ، ألا ترى أنك تقول : أبصرته عيني ؟ وسمعته أذني ؟ ووعاه قلبي ؟ فأسْنَد الإثم إلى القلب إذ هو مُتَعَلَّق الإثم ، ومكان اقترافه ، وعنه يُتَرْجم اللسان . ولئلا يُظَنّ أن الكتمان مِن الآثام المتعلقة باللسان فقط ، وأفعال القلوب أعظم مِن أفعال سائر الجوارح ، وهي لها كالأصول التي تتشعب منها .
والله تعالى أعلم .
|
| |