| المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب | | اللقب | مراقب عام | الرتبة | |
الصورة الرمزية | |
البيانات | الجنس : | | عدد المساهمات : | 5 | النقاط : | 9327 | السٌّمعَة : | 1 | تاريخ التسجيل : | 22/02/2012 | العمر : | 35 |
الإتصالات | الحالة | | وسائل الإتصال | |
| موضوع: الحياة السياسية في الإسلام
أقام الإسلام الحياة السياسية على مبدأ الشورى، وهو مقرر في القرآن الكريم، إذ يقول تعالى في وصف مجتمع المؤمنين (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) وهذا في القرآن المكي، أي أنه سبق آي الأحكام ، ونزل رديفاً لآي العقائد ، مما يدل على عظيم شأنه عند الله سبحانه. وفي القرآن المدني قال الله تعالى لرسوله الكريم (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) هذا على سبيل الإجمال ، أما علي سبيل المناقشة فأسس النظام السياسي في الإسلام أربعة: أولاً: أن يختار الناس من يحكمهم: قال صلى الله عليه و سلم “ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شِبراً، أول الثلاثة “رجل أمَّ قوماً وهم له كارهون” (رواه ابن ماجه والترمذي والطبراني بسند صحيح) فإذا كان هذا بالنسبة للإمامة الصغرى فما بالك بالإمامة الكبرى ، بقيادة الأمة وفي الحديث “خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم ،وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم”( رواه مسلم وأحمد والطبراني) ثانياً: المحاسبة: وهي أن أن يحاسب الناس هذا الشخص بعد اختياره إذ لا معصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلابد إذاً أن يقوَّم الخطأ وأن يعان على الصواب. فأبو بكر رضي الله عنه يقول: “أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة عليكم، إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني” وابن الخطاب يقول على المنبر: “رحم الله امرأ أهدى إلي عيوب نفسي، مرحباً بالناصح أبد الدهر، مرحباً بالناصح غدواً وعشياً، من رأى منكم فيَّ اعوجاجاً فليقومه يقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: “الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم” ولذلك حمل القرآن حملة شعواء على المتألهين في الأرض: نمروذ الذي قال لإبراهيم (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) فرعون الذي قال: (أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى)، ومن كان مع فرعون؟ هامان وقارون، هامان السياسي الوصولي الذي يسند الطاغية المتجبر، بينما كان الرأسمالي الإقطاعي الذي يسنده هو قارون. الإسلام حمل على هؤلاء جميعاً، وحمل على الشعوب التي تتبع هؤلاء، ولذلك قال عن قوم فرعون: (وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً) وقال عن عاد قوم هود: (وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ… وقال عن فرعون: (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ) (فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ) حمَّل الشعوب المسؤولية، لأن الشعوب يجب أن تتحمل تبعاتها في اختيار الحاكم ومساءلته، لا أن تكون قطيعاً يسوقه المستبد بعصاه. ثالثا:استشارة أهل الخبرة و الاختصاص: أوجب الإسلام الشورى، الحاكم يجب أن يستشير الناس ولا يستبد بالرأي” فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ”. والشورى كما قال الإمام الرازي في تفسيره: “من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام ومن لا يستشير أهل العلم والدين من الأمراء فعزله واجب، وهذا ما لا خلاف فيه”. و الشورى تمتاز عن الديمقراطية- بمفهومها الغربي- بأنها عبادة تعاونية محضة يبتغى منها الوصول إلى مرضاة الله ، وهي واجب في الوقت ذاته، كلف الله به الأمة، وحمل سائر أفرادها مختلف تبعاته .
رابعاً: القيم السياسية: كالحرية والكرامة وحقوق الإنسان هذه كلها مبادئ إسلامية، هي عند الغرب تسمى حقوقاً، عندنا تسمى فرائض لا يجوز التنازل عنها، ومن أهم هذه الفرائض: - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فرض عليك أن تأمر بالمعروف وأن تنهى عن المنكر، وإلا دخلت في الذين لعنوا كما لعن بنو إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم.. لماذا؟ (كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ). - كرامة الإنسان في الإسلام : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) - المساواة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). منقول للفائده
|
| |