| المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب | | اللقب | نائب المدير | الرتبة | |
الصورة الرمزية | |
البيانات | الجنس : | | عدد المساهمات : | 972 | النقاط : | 11046 | السٌّمعَة : | 9 | تاريخ التسجيل : | 13/12/2011 | العمر : | 32 |
الإتصالات | الحالة | | وسائل الإتصال | |
| موضوع: البكاء من خشية الله تربية للنفس
لا أحد ينجو من الغفلة، ولا أحد يهرب من التأثر بدوامة الحياة، ولكن ثمة لحظات
صدق تائبة، ونوبات خشوع صادقة تتلمس شغاف القلب المنيب إلى ربه، يحاسب فيها نفسه، ويجدد فيها
العهد، وعندها تثور ثائرة مشاعره الصادقة التائبة، وتغرق عيناه بدموع إيمان،قال الله تعالى(ويخرون
للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاّ)قال كعب الأحبار,لأن أبكي من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي
أحب إلى من أن أتصدق بوزني ذهباّ,وقال الذهبي,كان ابن المنكدر إذا بكى مسح وجهه ولحيته من
دموعه ويقول, بلغني أن النار لا تأكل موضعاّ مسته الدموع,وقال بكر بن عبد الله المزني,من مثلك يا ابن
آدم خلي بينك وبين المحراب، تدخل منه إذا شئت وتناجي ربك، ليس بينك وبينه حجاب ولا ترجمان، إنما
طيب المؤمن الماء المالح هذه الدموع فأين من يتطيبون بها,الناظر إلى أحوال السلف الصالح من
الصحابة والتابعين,إن بعضهم كان ربما يظل طوال درس العلم الذي يلقيه يظل يبكي ولحيته ترتش
بالدموع, حتى ينتهي,ويجب على الإنسان, يعلم نفسه البكاء من خشية الله وعند سماع الموعظة والذكر
والتذكرة وعند محاسبته لنفسه أو غير ذلك، والأصل في البكاء أن يكون في الوحدة ومنفردا وفي
الخلوات، ولكن إذا كان المرء بين الناس وغلبه البكاء فلا شيء في ذلك أبدا إذا اطمأن من نفسه الصدق
والإخلاص بل إن ذلك كان حال الصالحين,الخلوة الصالحة في أوقات إجابة الدعاء, فالخلوة الصالحة هي
خليلة الصالحين والعبّاد وكل قلب يفتقر إلى خلوة،وهي الخلوة التي يقصدها المرء بنية التعبد لله
والإخلاص له, قال الله تعالى( وذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلاّ)وهذه الخلوة الصالحة يكون فيها التدبر في
شأن الإنسان وحاله مع ربه، ويكون فيها محاسبة المرء لنفسه، ويكون فيها استدعاء تاريخ حياة كل واحد
مع نفسه، وتكون فيها المصارحة والمكاشفة بين كل امرئ وقلبه، فيعرف مقامه وتقصيره وكم هو مذنب
مقصر خطاء,وعندها يسارع إلى الاستغفار والبكاء من خشيته سبحانه,فكم من كلمة طيبة كانت سببا في
تغيير حياة إنسان من الغفلة إلى الاستقامة،فعن أحمد بن إبراهيم قال,نظر يونس بن عبيد إلى قدميه عند
موته فبكى وقال, قدماي لم تغبرا في سبيل الله، فهذه إذن حسرات الصالحين، حسرة يوم يذكر طاعة لم
يتمها، وحسرة يوم يذكر خيرا لم يشارك فيه، وحسرة يوم يمر عليه وقت لا يذكر الله تعالى فيه,فينظركل
إنسان إلى جارحة من جوارحه ويخاطبها, كم من ذنب شاركت فيه, وكم من طاعة قصرت عنها, وكم من
توبة تمنعت عنها,وكم من استغفار غفلت عنه,وتهيئة البيئة التربوية الإيمانية مهمة في تربية المرء على
رقة القلب واستشعار الخشوع واعتياد العين على البكاء، فلم يكن الصالحون يصلون إلى هذه الدرجة
العالية من البكاء من خشية الله لولا أن هناك بيئة إيمانية تربوا عليها,وتلك البيئة لها أكبر الأثر في
التشجيع على الأعمال الصالحة والتربي عليها،وهو أن يكون باعث البكاء دائما هو خشية الله سبحانه
وتوقيره والتقصير في حقه تعالى وكثرة ذنوب العبد وخوف العاقبة، وقد كانت أسباب بكاء الصالحين
السابقين تدور حول,تذكر ذنبهم وسيئاتهم ، أو التفكر في تقصيرهم تجاه ربهم سبحانه، أو الخوف من
عذاب الله وسوء الخاتمة وأن لا تقبل أعمالهم الصالحة، والخوف من الموت قبل الاستعداد له أو الشوق
إلى الله سبحانه ومحبته،ورجاء الثبات على دينهم.
|
| |